صوموا تصحوا

أحمد بن سالم الفلاحي :-- تعتبر فترة الإفطار، تسع ساعات تقريبا، خاصة وإننا ما زلنا في الجزء الأخير من فصل الصيف، فترة قصيرة قياسا بطول ساعات النهار التي يصل الصيام فيها إلى (15) ساعة تقريبا، ولذا ستواجه المعدة كما هائلا من الأطعمة بأنواعها الدسمة، والخفيفة، ومن المشروبات حامضها وحلوها، وهذا بدوره - بلا شك - سيربك عمليات الهضم عند المعدة، خاصة أنها ستعيش فترة معقولة من الهدوء في فترات النهار.
وعلى الرغم من أهمية الغذاء، وحاجة الجسم إليه إلا أن له حسابات كثيرة، وانعكاسات أحيانا تكون خطيرة، ألم تكن "المعدة بيت الداء"، كما يقال، والمهم في الأمر هو قدرة أحدنا في التوفيق بين حاجته الفسيولوجية للغذاء، وبين خطورة الإغراق في تناول هذا الغذاء، ومتى استطاع أحدنا التوفيق بين متطلبات الجسم، وحاجته إلى هذا الغذاء، وبين المواءمة في قدرة المعدة على التهام هذه الكميات الكثيرة للغذاء في هذه الفترة البسيطة.
هناك من يفكر في إنقاص وزنه خلال شهر رمضان، ويجده الفرصة المناسبة لذلك، ولكن أمام مغريات الغذاء بأنواعه وأشكاله، يذوب هذا الطموح، ويتلاشى هذا الأمل في إنقاص الوزن، وتظهر النتيجة على عكس ذلك تماما، حيث تزيد الأوزان ولا تقل، على عكس ما هو متوقع، وهذه الزيادة تنتج ليس فقط من تناول كميات كبيرة من الأكل في هذه الفترة القياسية، ولكن نتيجة لعدم التوفيق بين الفترة المتاحة لتناول الغذاء، وبين فترة ما قبل النوم، لأن النصائح، والإرشادات الطبية كلها تؤكد ضرورة إعطاء الجسم فترة كافية في عدم تناول الغذاء الدسم قبل النوم، وهذا ما لا يتقيد به كثير من الناس، ومما قرأته في هذا الجانب ما يلي: "ينصح خبراء التغذية بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من السكريات مثل الحلويات والعصير والمشروبات الغازية في وجبة العشاء وقبل الذهاب إلى النوم، لأن هذه الأطعمة تساهم في وصول السكريات البسيطة إلى مجرى الدم بمجرد النوم ويمكن أن تؤثر على النوم الهادئ، وتساهم هذه الأطعمة بالفعل في اكتساب الوزن، وقد توصل باحثون أستراليون إلى أن تناول الوجبات المتبلة قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم عبر رفع درجة حرارة الجسم ومعدل الايض الحيوي، لذا ينصح بتناول الأطعمة المتبلة قبل خمس ساعات على الأقل من النوم".
ولأن سلوكنا الغذائي عند أغلبنا قائم على تناول الأرز، واللحم الأحمر منذ أيام الفطر، فإن هذا السلوك يستمر عند أغلبنا حتى في ليالي رمضان، وهناك شعور غريب، نتيجة هذا السلوك المستأصل، وهو عندما لا نتناول في وجبتنا اليومية في الإفطار مثل هذه الوجبات نرى أننا لم نتناول الغذاء الذي يسد هذا الإلحاح الداخلي لحاجتنا للغذاء، ولذا يجب علينا - حقيقة - مراجعة سلوكياتنا الغذائية باستمرار، وأتصور أن شهر رمضان هو فرصة لهذه المراجعة، خاصة أن الواحد منا يتقدم به العمر، وهذا يفرض عليه محددات مهمة في حياته، خاصة في مسألة الغذاء، لأنها مسألة حيوية وعلى درجة كبيرة من الأهمية.

للمعلومة فقط
اختكم مرام غزة.

يعطيكى العافية